الاثنين، فبراير 23، 1998

أفق يا صاح ... أفق

أفق يا صاح ... أفق
الناس نيام
بينهم كاره باكيا و لهان
و القمر يشع بدرا
بالفضاء محلقا حرا
إلى أن دخل ذوي القدور
و صارت الشوارع بقايا جثث و دم مهدور
حظه القمر وقع بالسماء يطير
و الطين على الأرض ذليل كسير
علت الراية و سط الميدان
و الطين بين شرود و هذيان
مرت الأيام و الشهور
و بلدة الثكالى يعمها ذوي القدور
هذه الليلة زحفت الغربان على قلب البلدة و الأنس و الجان
إنها تنذر بمجئ الشتاء
و معلنا راية الفناء
إن الجوقة تعزف أنامل السقوط
و القيثارة تنشد للراية بالهبوط


أفق يا صاح ... أفق
في حناياك شئ يدخر
كلام سمعته و على
جبيني حفرته كالصخر
إنهم والله لفي خسر


أفق يا صاح ... أفق
حدثني عن الأحرار
و أطفالهم الصغار
بإبتساماتهم الندية
و أحلامهم الوردية
حدثني عن ما بعد الأنتظار
و بلدي و شعبي الجبار
عن لسانهم العربي
و قلبهم الأبي
حدثني عنهم
حدثني عن جعبتهم
ما فيها
حدثني عن قمرهم
عن حبه لهم و هو تحت الظلام يضئ
آه
من ينقذ بلادي من الغربان
أشاب نهاره نائم و ليله سكران
و هذيان
من ينزل الراية و يحرقها في الميدان
إنهم غزاة يملؤهم حقد على الأحرار
و الذلة و الغيرة و الأنكسار
من يقتل حلمي الصغير
كي لا ينمو بالسجن
بالمشفى ... بالمصحة
سجين ... مهين
من يقتل حلمي الصغير
حتى لا يكون في الغد كسير جبان
حلمته شجاعا ( حلمي الصغير )
آه ... من يقتل حلمي الصغير
من
حلمته ثائر فارس كالبركان
لكني سأخسر الرهان
كيف سيقدر هذا الأنسان ... كيف
على الجوع و الذئاب و الغربان
أسيموت منهشا بالذبح كالغزلان
أم بمصيدة قذرة كالفئران
أم سيدير بيتا للأوثان
أم على الصليب قائم كالرهبان
أريده شهيدا كما في القرآن
أم أنه لا حول له و لا شأن
من ينقذ بلادي ... من
أفق يا صاح ... أفق



سعيد الرحبي
23-02-1998

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق